حزب الله في مهب الريح- تفكك التنظيم ومستقبل غامض في لبنان
المؤلف: عقل العقل11.18.2025

حزب الله، تلك القوة المحورية في محور الممانعة الإيرانية ودرة تاجه، يمر بأوقات عصيبة تتسم بالفوضى المتزايدة، وإذا ما استمر هذا الوضع الراهن خلال فترة ليست بالقصيرة، فقد يؤول به المطاف إلى الزوال ليس فقط في لبنان، بل وفي المنطقة بأسرها. هذه المنظمة، التي تعتبر إيرانية الهوى والانتماء بشكل لا لبس فيه، والتي تأسست في عام 1982 في خضم الصراعات المسلحة التي عصفت بلبنان، ومن رحم حركة أمل، انبثقت هذه الحركة التابعة والمؤمنة إيماناً راسخاً بالأيديولوجيا الخمينية المتمثلة في ولاية الفقيه، وهي العقيدة التي كان يرددها قائده السابق، حسن نصر الله، بكل فخر واعتزاز في خطاباته.
الشرارة الأولى لهذه الأزمة المتفاقمة اندلعت بشكل مفاجئ خلال موقعة "البيجر"، والتي ألحقت خسائر فادحة وغير مسبوقة بصفوف الحزب، وقدمت أدلة دامغة على الاختراق الإسرائيلي العميق والفعال للحزب، وهو اختراق لم يسبق له مثيل من حيث القوة والتأثير. وبعد ذلك بيوم واحد، تم تنفيذ عملية تفجير أجهزة اللاسلكي، وعلى الرغم من أنها كانت أقل ضرراً من سابقتها، إلا أنها أوصلت رسالة قوية إلى كوادر حزب الله مفادها أنهم غير قادرين على الدفاع عن أنفسهم وعاجزين عن مواجهة التحديات. وتوالت بعد ذلك عمليات تصفية قيادات الحزب العليا والمتوسطة، والتي بلغت ذروتها في نهاية المطاف باغتيال رئيس الحزب، نصر الله.
ولا تزال العمليات الإسرائيلية تتسارع وتضرب بدقة متناهية قيادات الحزب ومحور الممانعة في كل من لبنان وسوريا.
يمكن القول بثقة إن حزب الله، الذي مارس نفوذاً واسعاً وسيطر على مقاليد الأمور في لبنان وعطّل مؤسسات الدولة الرسمية، يدفع الآن ثمن أفعاله. وقد يكون مستقبله محفوفاً بالمخاطر وغير مضمون. فحجم التعاطف معه في الداخل اللبناني قد يكون شبه منعدم، حتى بعد مقتل نصر الله. ومن كان يتصور أن شعبية الحزب ونصر الله ستصل إلى هذا المنحدر بعد صراعه مع إسرائيل في عام 2006، والذي جعله رمزاً للنضال الوطني وحظي بتأييد تيارات وقوى من جميع المشارب اليسارية والقومية خارج نطاقه الطائفي؟ فهل يمكن للبنان الدولة أن يتعافى ويستعيد قوة جيشه بعد هذه الأحداث الجسام، وأن نشهد تفكك هذه المكونات والأحزاب ذات الأيديولوجيات العابرة للحدود، وأن يصبح هذا الحزب مجرد حزب من بين الأحزاب والمنظمات السياسية الأخرى في لبنان؟ على الرغم من أنني أشك في ذلك، إلا أن حتمية الموت لهذا الفكر وهذه المؤسسة هو النهاية الطبيعية له.
ويرى بعض المحللين أن ما نشهده من تصفية محتملة لحزب الله يمثل نقطة تحول حاسمة في المنطقة، وقد تكون تداعياتها أوسع وأعمق مما نشهده الآن. فالتعرض الذي تعرضت له تل أبيب لهجوم إيراني بهذا الحجم يذكرنا بصواريخ صدام التي استهدفت نفس المدينة. والجميع يتذكر نهاية حكم صدام. كما أن مخاطبة نتنياهو للشعب الإيراني في الأمم المتحدة وما تبعها من هجوم إيراني على إسرائيل تحمل رسائل قد تكون بمثابة تهديد لنظام الحكم في طهران. وسوف تتضح قريباً الأهداف التي ستستهدفها إسرائيل، وهل ستكون أهدافاً شكلية أم استراتيجية من منشآت حيوية اقتصادية أو نووية.
الشرارة الأولى لهذه الأزمة المتفاقمة اندلعت بشكل مفاجئ خلال موقعة "البيجر"، والتي ألحقت خسائر فادحة وغير مسبوقة بصفوف الحزب، وقدمت أدلة دامغة على الاختراق الإسرائيلي العميق والفعال للحزب، وهو اختراق لم يسبق له مثيل من حيث القوة والتأثير. وبعد ذلك بيوم واحد، تم تنفيذ عملية تفجير أجهزة اللاسلكي، وعلى الرغم من أنها كانت أقل ضرراً من سابقتها، إلا أنها أوصلت رسالة قوية إلى كوادر حزب الله مفادها أنهم غير قادرين على الدفاع عن أنفسهم وعاجزين عن مواجهة التحديات. وتوالت بعد ذلك عمليات تصفية قيادات الحزب العليا والمتوسطة، والتي بلغت ذروتها في نهاية المطاف باغتيال رئيس الحزب، نصر الله.
ولا تزال العمليات الإسرائيلية تتسارع وتضرب بدقة متناهية قيادات الحزب ومحور الممانعة في كل من لبنان وسوريا.
يمكن القول بثقة إن حزب الله، الذي مارس نفوذاً واسعاً وسيطر على مقاليد الأمور في لبنان وعطّل مؤسسات الدولة الرسمية، يدفع الآن ثمن أفعاله. وقد يكون مستقبله محفوفاً بالمخاطر وغير مضمون. فحجم التعاطف معه في الداخل اللبناني قد يكون شبه منعدم، حتى بعد مقتل نصر الله. ومن كان يتصور أن شعبية الحزب ونصر الله ستصل إلى هذا المنحدر بعد صراعه مع إسرائيل في عام 2006، والذي جعله رمزاً للنضال الوطني وحظي بتأييد تيارات وقوى من جميع المشارب اليسارية والقومية خارج نطاقه الطائفي؟ فهل يمكن للبنان الدولة أن يتعافى ويستعيد قوة جيشه بعد هذه الأحداث الجسام، وأن نشهد تفكك هذه المكونات والأحزاب ذات الأيديولوجيات العابرة للحدود، وأن يصبح هذا الحزب مجرد حزب من بين الأحزاب والمنظمات السياسية الأخرى في لبنان؟ على الرغم من أنني أشك في ذلك، إلا أن حتمية الموت لهذا الفكر وهذه المؤسسة هو النهاية الطبيعية له.
ويرى بعض المحللين أن ما نشهده من تصفية محتملة لحزب الله يمثل نقطة تحول حاسمة في المنطقة، وقد تكون تداعياتها أوسع وأعمق مما نشهده الآن. فالتعرض الذي تعرضت له تل أبيب لهجوم إيراني بهذا الحجم يذكرنا بصواريخ صدام التي استهدفت نفس المدينة. والجميع يتذكر نهاية حكم صدام. كما أن مخاطبة نتنياهو للشعب الإيراني في الأمم المتحدة وما تبعها من هجوم إيراني على إسرائيل تحمل رسائل قد تكون بمثابة تهديد لنظام الحكم في طهران. وسوف تتضح قريباً الأهداف التي ستستهدفها إسرائيل، وهل ستكون أهدافاً شكلية أم استراتيجية من منشآت حيوية اقتصادية أو نووية.
